كلوت بك
**********
كان الطب فى مصر فى بداية عهد محمد على باشا يتولاه حلاقون غير أكفاء وقد إستدعى محمد على باشا طبيبا من مدينة مارسيليا لكى ينشىء مستشفى عسكرى فى " أبو زعبل " وكان هذا العمل سببا فى تجديد الطب المصرى .
هذا الطبيب هو كلوت بك [ أنطون بارتيليمى كلوت ] وحضر لمصر سنة 1825 وكان عمره 31 سنة ( ومن الطريف أنه بدأ حياته كمساعد حلاق فى مارسيليا ثم حصل على مؤهل فى الشئون الصحية ثم على دكتوراة فى الجراحة ) .
وقد حضر معه إلى مصر حوالى 20 طبيبا شابا وأحضر معه كتبه وأدواته الطبية – كما أحضر معه من مستشفى البحرية بمدينة طولون " أحد الهياكل العظمية البشرية " .
وفى مصر كان يختار الجثث التى تستعمل فى التشريح من جثث الموتى الغير مسلمين حتى يتغلب على معارضة علماء الشريعة الإسلامية .
كما قام بتعديل قسم أبو قراط ليتواءم مع الإسلام بعد موافقة علماء الدين الذين كانوا يراقبون الدروس عن قرب .
وبدا فى تعليم 150 طالب مسلم تم إختيارهم من مدارس علوم الدين – ونظرا لعدم معرفتهم اللغة الفرنسية تم الإستعانة بمترجمين مسيحين من الشباب حيث يقوم المدرس الفرنسى بإلقاء محاضرته أولا على المترجم الذى يقوم بدوره بإعادة الدرس على التلاميذ باللغة العربية [ ومن هنا ظهر مسمى وظيفة "معيد " الذى كان يعيد إلقاء الدرس على التلاميذ بعد ترجمته ] .
كما أنشأ كلوت بك مدرسة للقابلات [ المولدات ] حيث توجه إلى تاجر العبيد لشراء (10) نساء 5 زنجيات و5 حبشيات من ذوات البنية القوية – وتم وضعهن فى حراسة "خصيان " – وتولت " مدموزيل فيرى " خريجة دار التوليد بباريس إلقاء الدروس عليهن .
ثم بدء بعد ذلك فى تدريب فتيات مسلمات .
واهتم كلوت بك بالطب المدنى كما كون " مجلس عام للصحة " – وقام بتعليم الحلاقين كيفية تطعيم الأطفال ضد مرض الجدرى وقد ساهم ذلك فى زيادةعدد السكان من (3) ملايين سنة 1825 إلى (5) ملايين سنة 1850 .
وحصل على البكوية سنة 1831 لموقفه البطولى أثناء وباء الكوليرا كما ساهم أيضا بعد ذلك فى مقاومة وباء الطاعون .
وقد أنشأ كلية الطب بمصر التى أنشـأت فــى عهد محمد على باشا أولا كمدرسة للطب بجوار المســــتشفى العسكرى بأبى زعبل ســــنة 1827 ثم نقلت ســــنة 1837 إلى قصــــــــر " أحمد العينى " القصر العينى والحق بها بعد ذلك مدرسة خاصة للصيدلة ثم مدرســــة للقابلات والولادة .
وقد توفى كلوت بك فى فرنسا سنة 1868.