شارع الموسكى
وإمتداده / شارع جوهر القائد
****************
ينسب شارع الموسكى إلى الأمير عز الدين موسك أحد أقرباء السلطان / صلاح الدين الأيوبى وهو الذى أنشأ قنطرة الموسكى على الخليج المصرى .
وقد تم شق الشارع وتعميره على مراحل عديدة على مدى خمسة من حكام مصر من أسرة محمد على هم :
محمد على باشا و عباس حلمى الأول وتوقف العمل فيه فى عصر سعيد باشا ولكن الخديوى إسماعيل إستأنف العمل فيه ثم إستكمل فى عهد إبنه الخديوى توفيق .
و كان الهدف من شق هذا الشارع هو توفير منطقة تجارية فى قلب القاهرة المعزية الفاطمية حيث مناطق الغورية والسيوفية والخيامية وعند جامع الأزهر ومرقد الإمام الحسين ومنطقة الحمزاوى التجارية .
وشارع الموسكى تقع بدايته من آخر شارع السكة الجديدة [ شارع جوهر القائد حاليا ] من موقع قنطرة الموسكى بجوار القراقول ( أى قسم الشرطة ) وينتهى شارع الموسكى عند العتبة الخضراء .
أما شارع السكة الجديدة [ جوهر القائد حاليا ] فيبدأ من منطقة ترب الغريب وينتهى عن بداية شارع الموسكى .
وقد بدأ فتح شارع السكة الجديدة فى عهد محمد على باشا سنة 1262 هـ [ 1846 م ] وقد بدأ إنشاء هذا الشارع كمشروع فرنسى خلال الحملة الفرنسية على مصر لكى يفتح المرور أمام التجارة الأوربية حيث إزداد حجم التجارة فى الموسكى والأزبكية وسكن فيها كثير من التجار الأجانب خاصة فى حارة الفرنج وكان أكثر هؤلاء التجار من اليهود ــ مع كثرة عدد العربات وتعسر السير فى الأزقة والحوارى وتكررت شكاوى التجار من تعطل حركة التجارة _ فاصدر محمد على باشا قرارا بشراء الأملاك التى تلزم لإنشاء الشارع المقترح وبدأ شق هذا الشارع إلى تقاطعه مع قنطرة الموسكى على الخليج المصرى وتم إفتتاحه سنة 1849 م .
وفى عهد عباس حلمى الأول تم مد شارع السكة الجديدة إلى شارع النحاسين [ شارع المعز لدين الله حاليا ] .
وفى عهد الخديوى إسماعيل تم مد الشارع إلى منطقة الغريب قرب الترب ــ ثم فى عهد الخديو توفيق تم إستكمال تجهيز الشارع بإنشاء أرصفة على جانبيه من الحجر وتم دك أرض الشارع بالمكدام .
ومن طريف ما أورده على باشا مبارك فى خططه التوفيقية عند البدء بإنشاء هذا الشارع فى عهد محمد على باشا أن الباشا إستفتى العلماء فى إنشاء هذا الشارع وتحديد إتساعه ـــ فأفتوه بأن يكون إتساع الشارع [ أى عرضه ] بحيث يسمح بمرور جملين محملين بالتبن بدون مشقة وقدروا ذلك بثمانية [ 8 ] أمتار ــ وكان طريق الموسكى ممهدا قبل محمد على باشا حيث قام الفرنسيين سنة 1800 بهدم أغلب المبانى ما بين قنطرة الموسكى والعتبة الخضراء حسبما ذكر الجبرتى فى حوادث سنة 1215 هـ/ 1800 م .
وللعلم لم يتم أى تغيير فى عرض هذا الشارع منذ إنشائه حتى الآن .
وكان هذا الشارع أيضا أول الشوارع العرضية بالقاهرة حيث كانت جميع شوارع القاهرة طولية بإمتدادها متوازية مع نهر النيل وأشهرها شارع المعز لدين الله الذى يبدأ من باب زويلة فى الجنوب حتى باب الفتوح شمالا بكامل طول القاهرة الفاطمية ومتوازيا أيضا مع مجرى الخليج المصرى الواقع فى الجهة الغربية لسور القاهرة الفاطمية .
مدخل شارع الموسكى سنة 1874