دور
التفتيش الفنى لخبراء وزارة العدل
[[ 1 ]]
******************
السادة أعضاء التفتيش الفنى بمصلحة الخبراء جزء لا يتجزأ من منظومة خبراء
وزارة العدل ولم يأتوا أو يهبطوا على المصلحة من خارجها ومن ثم فهم يتحلون بكافة
الصفات التى يتحلى بها جملة خبراء المصلحة .
وبطبيعة الأمور وطبيعة النفس
البشرية تختلف خصائصهم وصفاتهم ومميزاتهم
مثلهم فى ذلك مثل باقى خبراء المصلحة ــ كما تختلف خبراتهم الفنية التى
حصلوها خلال فترة عملهم كخبراء بالمكاتب ويتوقف مقدار معلوماتهم الفنية على عدة
عوامل منها :
** عدد السنوات التى قضاها كل منهم فى عمله كخبير باشر العمل الفعلى فى
القضايا بالمكاتب .
** كذلك على عدد مكاتب الخبرة التى باشر عمله فيها حيث يتميز كل مكتب من
مكاتب الخبراء بنوعيات من القضايا والمأموريات تميزه عن المكاتب الأخرى .
** كما يضم كل مكتب خبراء مجموعة من الخبراء القدامى يكتسب الخبير الذى
يعمل تحت إشرافهم على ما لديهم من خبرات متراكمة .
** ومن ثم فعمل الخبير فى عديد من المكاتب ومع عدد متنوع من الخبراء
القدامى يكسبه الكثير من الخبرات المتنوعة فرغم وجود أصول فنية مشتركة فى عمل
الخبراء بكل تخصص فيوجد أيضا عدة مدارس
فنية تختلف عن بعضها فى معالجتها لبعض النقاط الفنية التى يتوقف رأى الخبير فيها
على تقديره الشخصى ووجهة نظره التى يرجحها والتى لا تتعارض مع القواعد القانونية
التى تحكم هذه الموضوعات .
** كما يساهم أيضا الإستعداد النفسى للخبير [ ومن ثم المفتش ] على مدى
تقبله لتفهم وجهة النظر الأخرى التى تكون لدى غيره من الخبراء ــ وكلما إزدادت مدة
عمل الخبير وإتسعت معلوماته وتنوعت مصادر خبراته كلما كان أيسر وأسلس فى التعامل
مع وجهات النظر الأخرى التى قد تكون لدى غيره من الخبراء الذين يتحاور معهم
ويناقشهم فى أحد الأمور الفنية ــ ومن ثم يكون أقدر على إقناع من يتحاور معه بوجهة
نظره ــ وهذا الإسلوب فى الإقناع لا يلزم توفره فى المفتشين فقط وإنما أيضا فى
السادة أعضاء الوظائف الإشرافية بمكاتب الخبراء ــ فلا يجوز عند مراجعة أحد رؤساء
الأقسام أو من هم أعلى منهم وظيفة إشرافية أن يجبروا من هم أحدث منهم خبرة بوجهة
نظر مخالفة لما يراه الخبير إلا بإسلوب الحوار والإقناع ــ وبالطبع لا يستطيع عضو الوظيفة الإشرافية أو
أحد السادة المفتشين إتباع هذا الإسلوب فى الإقناع بوجهة نظره التى قد تخالف وجهة
نظر الخبير المباشر للعمل فى المأمورية إلا إذا ألم المشرف أو المفتش بكافة دقائق
المأمورية أو الموضوع الذى يتم التحاور والمناقشة بشأنه فمعرفة التفاصيل الدقيقة
والصغيرة لأى موضوع هى التى ترجح وجهة نظر على وجهة نظر أخرى مخالفة لها .
** بل إن الخبير الذى يباشر إحدى المأموريات لا يستطيع تكوين عقيدة واضحة
صحيحة وسليمة إلا إذا كان ملما إلماما دقيقا وكافيا بكافة جوانب النزاع ومطلعا على
كل تفاصيل القضية التى يباشرها [ من الجلدة إلى الجلدة ] كما يقول المثل .
** فقد تعلمنا من أساتذتنا القدامى أن نطالع ملف الدعوى بكامله بدءا من
إخطار الإحالة المرسل مع ملف الدعوى من المحكمة مرورا بعريضة الدعوى وإعلانات
التصحيح فى شكل الدعوى أو فى الطلبات ومذكرات الأطراف المتنازعة وحوافظ المستندات
المقدمة ومحاضر جلسات المحكمة وكافة الأحكام الصادرة فى الدعوى والحكم التمهيدى
وكافة التقارير أو أعمال الخبرة السابق تقديمها فى الدعوى .... الخ ما قد يحويه
ملف الدعوى من أوراق ومستندات ـــ فقد باشرنا الكثير من القضايا التى ظلت متداولة
بين مكاتب الخبراء والمحاكم مدد طويلة تتعدى الـ [ 20 عاما ] فى بعض الأحيان
وتوصلنا بحمد الله إلى الوقوف على مقاطع النزاع فى تلك الدعاوى بالقراءة الكاملة
والمتأنية لكافة مرفقات ملف الدعوى .
وعودة إلى السادة المفتشين بمصلحة الخبراء فمن الأوفق أن يتم إختيارهم من
عناصر الخبراء بالمكاتب الذين تتوافر لديهم الخبرات الفنية الكافية والصفات
الشخصية المناسبة لهذا العمل .
فمكاتب الخبراء بكافة المحافظات تضم خبرات فنية متميزة
قد لا يتم إختيارهم للعمل بالتفتيش الفنى بالمصلحة لظروف مختلفة ــ فقد لاحظت خلال
فترة الـ [ 10 سنوات ] التى مارست عملى فيها كأحد المفتشين بالمصلحة أن بعض قدامى الخبراء
بالمكاتب خلال أول زيارة للمفتش لهذا المكتب يطلبون من السيد المفتش رأيه الفنى فى
بعض النقاط أو الموضوعات ويتصور المفتش أنهم لا يعلمون الرأى الفنى الصحيح ويرغبون
فى أن يرشدهم لهذا الرأى ــ وهم فى الحقيقة يعلمون الرأى الصواب فيما يسألون ولكن
توجيههم هذه الأسئلة للمفتش هى لتقييم مستوى معلوماته !!!! ومن ثم يتوقف مدى
إحترامهم وتقديرهم لهذا المفتش على مستواه الفنى الذى يقيمونه بأنفسهم ــ فإذا
إطمأنوا إلى مستواه فإنهم بأنفسهم من يقومون بإختيار أكثر القضايا تعقيدا لديهم ليقوم المفتش
بالتفتيش عليها وفحصها وإرشادهم إلى
الطريقة الأمثل من وجهة نظره للتوصل إلى حل طلاسم هذه الدعاوى مثلما حدث معى فى
كثير من مكاتب الخبراء بكافة أنحاء الجمهورية .
فمن أهم واجبات المفتش إكتساب ثقة من يقوم بالتفتيش عليهم من زملائه الخبراء حتى يتقبلوا ما قد يوجهه لهم من ملاحظات قد تشوب عملهم فى القضايا التى يباشرونها .